كثيرا ما كان يقول لنا الأستاذ عبدالله حين نتخاصم أثناء لعب الكرة عن الكرة " بيضة إبليس " ، وهي بالفعل قريبا من ذلك " إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء …" .فمن أجلها يستدعى السفراء ، وتكون عقود الوطنية والولاء و البراء ، والأخوة والعداوة.
هذا الكلام بين يدي الموضوع ، حول مباراة الجزائر و مصر ، وأظن أن هناك أسبابا للمهاترات والجهالات التي حدثت ، فمنها غياب الأهداف الفعلية المشتركة وهو سؤال كبير " هل هناك أهداف محددة يسعى العرب لتحقيقها ؟ " ، " هل هناك رابطة عملية تجمع العرب حولها ؟" إذا فلا عجب أن تلتفت يمينا وشمالا لتجد الخلافات العربية على نطاق واسع وهي تنشأ غالبا من أشياء تافهة ، ومع بساطتها وكثرتها ليس هناك آلية لحل هذه الخلافات .
وعندما يفتقد العرب البطولات الحقيقية والإنجازات المبهرة ، فهم يبحثون عنها في أماكن تافهة ، كبطولات الفن والكرة وأشياء غير جديرة بأن تناط بها البطولة .
وعندما تفقد الزعامات الإنجاز وتطوير مجتمعها والبطولة الفعلية فهي تصنع من التفاهات مفاخر ، ومن الحبة قبة ، ليلتف عليها الناس ، وتصفق لها الجماهير ، وتعمي الناس عن مشكلاتها الفعلية ، فهي كالبنج للمريض ، تزيل الألم ولا تذهب الداء.
وعندما يكون الإعلام مشكلة بحد ذاته بدل أن يكون علاجا ، فلا بأس أن تثور الغوغاء والحمقى وتجعل من لعبة أزمة . ويتصنع القادة البطولة ، ولا بأس أن يسير الناس في المظاهرات والشغب عندما لا يكون الأمر متعلقا بإسرائيل أو الغرب أو لقمة العيش وانما متعلق بشقيق في اللغة والدين .
إن سلوك العرب مع بعضهم كقول الشاعر " أسد علي وفي الحروب نعامة صفراء تنفر من صفير الصافر " ، ففي الأزمات بينهم يصنعون العجائب وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل لا يحسنون صنعا ، وهب أن هذه الأزمة مع فرنسا فعل ستفعل الجزائر أو مصر نفس فعلها الآن ، أتسائل فقط .