بحث

الخميس، مايو 23، 2019

لا يهتمون

هل تظن أن الآخرين يشغلهم كثيراً ما يدور في عالمك أو دولتك أو مدينتك؟ يسأل بعض الناس مثلاً لماذا يهتم الغرب ببلدي، لماذا يركزون على ما يدور في عالمي أو منطقتي أو ثقافتي.
الحقيقة أن الغربيين غالباً لا يهتمون بما يدور في عالمك ولا يهتمون كثيرا بثقافتك. لكن أنت ونحن من يهتم بنظرة الآخرين ونعتقد أنها تركز علينا.
 لنفرض جدلاً لأنك من دولة خليجية و لنقل من الكويت. ربما تظن أن الغرب مهتم بدولتك! حسناً أحص المجلات والصحف الأوربية وهي هائلة العدد. وأنظر عدد المقالات التي تتكلم عن بلدك مقابل جميع المقالات. ستجدها لا شيء. ربما بضعة مقالات في السنة ولا تزيد عن مئة مقالة مقابل مئات الآلاف من المقالات المتنوعة عن مختلف المواضيع. لكن المقالات البسيطة هذه لها وقع في نفسك وأثر، واهتمامك بها يفوق المقالات الأخرى غالباً لأنها تلامس شيئا يعز عليك وتهتم به. وهكذا تظن أن غيرك مهتم بك كثيرا!
دعني أخبرك عن ثلاثة زملاء أحدهم من الهند والآخر من الباكستان والثالث من كينيا بينهم عامل مشترك واحد وهو أنهم من أقليات ربما لم يسبق لك أن سمعت بها. مع أن عددها بالملايين ولهم لغات مختلفة عن باقي الوطن الذي يعيشون به. صدقني أنهم مثل كثير من الناس يظنون أن العالم يهتم !
أما الكيني فهو الأقلية من شعب اللوهيا أو اللويا وعددهم أكثر من خمسة ملايين ولهم لغتهم الخاصة ويعيشون في غرب كينيا.
أما الباكستاني فهو من شعب الهندكو ويعيشون قرب بشاور والحدود الباكستانية الأفغانية ولهم لغتهم الخاصة وعددهم يقارب الأربعة ملايين.
أما الهندي فإن فهو في ملامحه وبنيته إلى أي شعب آخر في جنوب شرق آسيا أقرب منه إلى شعوب الهند.  ولغته الأم أقرب في السمع للغات الصينية والتيبتية منه إلى اللغات الهندية. وهو من شعب ميتي/ميثي ولهم لغتهم التي تدعى بنفس الاسم ولهم خط للكتابة مستقل وعددهم يقارب المليونين.
لم أكن أعرف هذه الشعوب أو أسمع عنها قبل مقابلتي لهؤلاء الأشخاص. لبعدهم عن دائرة الاهتمام. وأظنك لا تعرفهم أيضا لأنهم خارج دائرة الاهتمام الخاصة بك.