بحث

الثلاثاء، مايو 29، 2007

سائق وخطيب


ذات جمعة صعد المنبر خطيب يرتدي بدلة وطاقية ، ذو ملامح هندية ... أخذ في الخطبة حمد الله وأثنى بعربية فيها أثر بين للعجمة ،ثم نصح ووجه بالإنجليزية كنت منشدا لطريقة حديثه وسلاسته يتكلم عن السنة واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم تطرق لفهم القران والسنة وتعلمهما ، وتناول فضل العربية وتعلمها ، وأنها لغة مقدسة ... عاتبنا كعرب على إهمالنا العربية وعدم تعلم الفصحى ... وأن عربية الشامي لاتكاد تفهم في المغرب ويصعب على المصري فهم الجزائري ، لأننا تخلينا عن لساننا وهويتنا...
كان كلامه مخجلا لي كعربي ، قد ينصحني العربي بهذا فلا أخجل ، لكن عندما ينصحني الأعجمي ويحثني على تعلم العربية فهذا مخجل .
المؤسف أن الجيل الثاني من العرب المستقرين في الولايات المتحدة لايحسنون الحديث بالعربية – في الغالب- وهذا مرده لنقص الاهتمام في البداية والحرص على تعلم أبنائهم الإنجليزية ويفرحون بهذا ثم يريد بعضهم إصلاح المعوج فلا يقدرون بعد يبس العود على عوجه ...
على العكس من مسلم أمريكي أعجمي يقدم هذه البلاد ثم يفرح أشد الفرح بتعلم أبناءه العربية لانها لسان القرآن الذي هو كلام الله ...
هذه قصة الخطيب مع الاستطراد ،،، أما السائق فبعد الخطيب بأسبوعين وهو يسير في دبي ، فكنت أكلمه بالعربية ، وأقول يمين ، يسار ... وأتحدث معه بكلمات عربية يسيرة ، فقال لي بعربية مكسرة أن تعرف العربية جيدا ، فقلت نعم ، أهل دبي يتكلمون العربية ، قال الشباب يستخدمون الكلمات الإنجليزية البسيطة بكثرة يقول هذا - مافي كويس – قلت بنفسي والله عيب ولافيه كويس.

الأحد، مايو 20، 2007

عبد الملك

عبد الملك طالب في معهد اللغة العربية هادئ الطباع بشوش رزقه الله بسطة في الجسم من تتارستان أو أحد الجمهوريات المنضوية تحت روسيا في شمال بحر قزوين ..
وفي المسجد كان اللقاء الأول، أسندت ظهري إلى سارية من السواري وبعد فترة دخل رجل عليه ملامح القوقازيين، فتح كتابه ومذكرته وبدأ بحل التمارين...
تلاقت الأبصار ... وهي الرسول الأول ...وعين الفتى تبدي الذي في ضميره .......... وتعرف بالنجوى الحديث المغمسا
قال عبد الملك : هل تسمح لي بدقيقة ... وبدأنا المناقشة الدرس عن التمييز متى تقول ثلاثة عشر وثلاث عشرة وهكذا... ثم ما هو الضعف والضعفين... قال لي أنت متخصص في العربية قلت: لا ، ما يحتاج تخصص لنعرف هذه الأشياء قال : قبل أن أدخل المسجد سألت عربي فقال لي أيش هذا ما أعرف ولعله أشار إلى أن هذا لا يستحق الاهتمام ، بعد برهة قدم عبد الحكيم ...لو قرأت رواية فيها ثائر أتخيل صورة عبد الحكيم . شخصية تجمع بين الصراحة والنقد التي لا تعرف اللف.وجسم مثالي يميز كأي شيشاني يملك العضلات ..وأسم حركي ...كل هذه الأشياء ترسم لي صورة الثائر وتعابير انفعالية ... دخل هذا الثائر المسجد أقصد عبد الحكيم بقوة كمن يقتحم حصنا وتقدم بخطوات صلبة توحي بالثبات على المبادئ والأفكار ترفض التنازل قيد أنملة ... صورة الجبلي متجسدة أمامي...دخل في حديثنا وكنا نتكلم عن التمييز والأعداد... قال أنتم لا تتقيدون بهذه القواعد ... قلت: في الغالب نتقيد به ليس لأنه تبع القاعدة بل السليقة فقط فلا نقول واحده ريال لكن نقول ريال واحد وضربت بعض الأمثلة... يقول عبد الحكيم أنا عشت هنا كذا سنة ولا أسمع الناس يتقدون بهذا... تخيل أن المذيعين لا يحسنون الحديث والأعظم من هذا عندما يتكلم مسئول عربي يتكلم بعامية أو عربية مكسرة ثم أخذ سردا في قصص وأحاديث وفي النهاية طمأنت نفسي أن صاحبي ليس بثائر إذا أن لديه نقطة خوف بتهمة الوهابية وعندما يعود لبلاده سيكون حسب كلامنا يباري الساس أو كما يقول المصريون ياخذ الحيطة أي جانب الحائط في كلا المثلين لن يتكلم ولن ينتقد وسيصلي في البيت ولا يهش ولا ينش لأن من يحرك هذه الأمور قد يغتال لان مشايخ الصوفية يرونه وهابي ، وثورته فقط علينا نحن السعوديين لأنه يرى أننا حملة رسالة –وهل السعوديين فقط هم حملة الرسالة- وأننا أكبر من أن نقع في الأخطاء وهذا من غيرته وحبه لنا جزاه الله خير . والغريب أن هذه النظرة وجدتها حتى عند غير عبد الحكيم في أحد المرات كلمت عامل محطة وقود عن الغناء قال بعربية الهنود التي أوجدناها نحن : مافي مشكل سعودي كثير يسمع...

الأحد، مايو 13، 2007

همة في التعلم..

صلاح أخ لطيف المعشر ، يحدثني ذات يوم يقول كنت في أوريجون وهي ولاية أمريكية ... تجتمع في المسجد كعادتنا كل أسبوع وكنا مجموعة من الطلاب السعوديين وكان من بيننا أخ صيني من تركستان المنسية لا يربطه بنا إلا رباط الإسلام وما أعظمه من رباط، و زملائي يتحدثون بينهم، سألني الأخ فقال: بأي لغة يتكلم الإخوة، فقلت بالطبع العربية ! قال :لا . أنا أتكلم العربية ولا أفهم كلامهم، فقلت هذه عربية عامية، ودار بنا الحديث حتى تحدث عن تعلمه العربية. يقول: كل فرد من آبائي يعلم أبنه العربية، فأنا تعلمت العربية من والدي، ووالدي تعلمها من جده.. وهكذا ،كل هذا بمشقة وجهد عظيم .. نتعلمها في قبو في الأرض وخفية عن الناس ، كي لا يسعى الوشاة إلى الظلمة فنؤخذ ونفتن بهذا الفضل الذي يرونه جريمة ، أتقنت العربية بهذه الطريقة ، غير أن كثيراً من أهل بلدي لا يتعلمون العربية لأنهم لا يجدون آباءا يعلمونهم إياها وإذا لم يجدوا شيوخاً يدرسونهم خفية وما أقلهم فإنهم يجهولون دينهم ... وفي هذه الفترة مقيم هنا وأترجم صحيح البخاري من العربية إلى لغتي المحلية. ليتمكن أهلي من معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فار بالدين من بلد كفر إلى بلد كفر إذ لا مكان لنا في بلاد المسلمين وهي أولى بالفضل... مثله كالعديد من أهل وسط آسيا- أو بلاد ما وراء النهر كما يقول العرب- الذين تعلموا الدين والعربية بمشقة وخاطروا بأرواحهم في سبيل الله أما نحن فقد أكملنا القهوة وتمددنا قليلاً فوق كراسينا بتكاسل وقلنا:. لهم همة ... والله يقول :" وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم " .