بحث

الاثنين، نوفمبر 16، 2009

نعم ، يمكنك مساعدتي

ربما اتصلت ذات يوم بفندق أو شركة خدمية كشركات البريد فما أن يرن الهاتف حتى يرفع السماعة رجل عربي أو أعجمي مبادرا لك بالجملة المشهورة  [ …Yes ; Can i help you ]  ، وربما إن كان عربيا وسلمت عليه سيخجل ويرد ، وربما تكون عادة عنده وعدم مبالاة مع مرور الوقت .

لكن العيب الأكبر ، عندما تكلمه بالعربية ، وتقول أريد كذا وكذا يكلمه باستكبار " هل يمكنك الحديث بالإنجليزية " ، وأما الصفاقة فتقع عندما تقول " لا " ،   أقول لا لأنني أريد أن يتكلم العربية عندما يكون هنا ويقدم خدماته لجمهور عربي ، بعدها يحولك إلى رقم لا يرد عليه أحد  !!

هذه القصة حصلت معي عدد من المرات وفي الحالات الأحسن يرد عليك الهاتف بعد طول انتظار وكأنك تطلب منهم أن تجلس في الفندق على حسابهم الكريم ، أو يوصلوا لك الطلبات لوجه الله ، أكاد أجزم أن قصصا مشابهة لهذه حصلت مع الكثير .

أحد الزملاء يقول أنه ذات يوم أتصل بشركة طيرن وطنية ، ويختار اللغة العربية ولا أحد يرد عليه ، وبعد عدد من المحاولات قرر أن يختار الغة الإنجليزية وبالفعل ماهي إلا لحظات حتى رد المأمور وأنهى طلبه وفي النهاية قال له صاحبنا " شكرا " فغضب المأمور على المتصل وكأن الأجانب لهم حق الخدمة السريعة والتعامل الأمثل ، ربما لأنهم سيدفعون أكثر !! وربما عقدة الخواجة.

وربما من سوء التدبير ، أو عدم الاهتمام وربما الاستحقار أن تجد موقعا يقدم خدمات لجمهور عربي ولا يقدم خدماته بالعربية .

لا أعتقد أن كل اللوم عليهم ، ولكن غالب اللوم يقع علينا عندما نجاريهم ، وربما نكسر لغتنا ، لنصنع لغة جديدة لكي لا يتكرم أحد  ويعرف من لغتنا شيئا .

وفي أحيان كثيرة يظن أصحاب الشركات أنصاف المتعلمين أنهم عندما يستخدمون هذا الأسلوب فهو تقدم ورقي ونوع من "البرستيج " . وليس الرقي غير أن تقدم خدمة راقية تمنحك الفائدة المالية في المقام الأول ، وتمنحني الخدمة المحترمة .

ويمكنك النظر لقصة د.محمد الأحمري في مقاله  "في الحجاز لا تسمع آلو آلو " من هذا الرابط ، لتقرأ قصة أخرى من قصص الهزيمة النفسية .

نعم يمكنك مساعدتي ، لكن الاحترام أولا .

هناك تعليق واحد :

  1. ما ذكرت يا اخي ما هو الضرب من ضروب النقص وعقدة الهزيمة النفسية
    و الاما الداعي لبعضهم ان تكون مراسالات شركته باللغة النجليزية ؟!!

    اشكر لك طرح الراقي

    ردحذف

وكن رجلاً إن أتوا بعده ،، يقولون مرَ وهذا الأثر