بحث

الثلاثاء، سبتمبر 23، 2008

صام وودع ..


كنت أحسبني المفجوع دون الناس، فإذا الناس  في الفاجعة سواء، وأحسب أني القريب دون الناس فإذا العلم رحم بين أهله وكل الناس أقربائه،وأحسب أني من يحبه فإذا الجميع محبون له، وصلتني الرسالة الأولى وكذبت ثم توالت الرسائل ثم رأيت رأي العين.
أردت النوم بعد الظهر فجائتني الرسالة"توفي الشيخ ابراهيم صالح الدحيم الشتوي أبو حذيفة وسيصلى عليه في جامع ابن رخيص بعد صلاة التراويح" ، وبين مصدق ومكذب وطار النوم من عيني
أذن العصر وذهبت إلى مسجده الذي يصلي فيه ووجدت ورقة فيها محاضرة بإسمه ونظرت إلى مكتبة الجامع التي نمكث فيها سويا أتوقع خروجه منها ، وصليت فلم يصل بالناس، يالجهلي ،اأريد أن أدفع الحق بالظنون وأكذب الحق الذي وقع ، لا أريد أن أصدق.
كان ذلك شيخي الذي لايعرف إلا سلامة الصدر وحسن المنطق وجمال المعشر تأسرك أبتسامته وتواضعه الجم الذي قل أن تجده، لم أكن  أعرف أن للعالم فقدا  إلا عندما أفتقدته وكانما الروح تفارق الجسد.
كعادته في كل رمضان يذهب للعمرة بعدما صلى التراويح ومعه بعض الشباب ذهب هذه السنة ووافته المنية بحادث توفي ومعه ثلاثة من تلامذته.
بعد العصر رأيت الناس عند المغسلة وكنت أحسب أن يجيء إلا أنا، ومن الحزن رجعت إلى البيت لا أريد أن أقابل الناس.
ولما وصلت البيت ضاق صدري واشتد مابي حتى غدوت إلى المغسلة ووقفت وعلي وعلى الناس صمت الحزن ثم دخلت للسلام علية وتقبيلة ،،رحمك الله رحمة واسعة
ربما لم أشهد صلاة على جنازة في مدينة المذنب كهذه الجنازة وكأن الناس بنوه أو إن شئت فهم أهله وهو ابنهم البار ،ولم أعهد مقبرة تزدحم كما ازدحمت تلك الليلة وما كنت أعرف مقولة الإمام أحمد " بيننا وبينهم يوم الجنائز"
تسمع بكاء المصلين والإمام في الوتر يدعو للموتى بالرحمة .
طبت حيا وميتا أبا حذيفة ورحمك الله...
قال لي أبو حمد ذات مرة قبل وفاة الشيخ بزمن طويل وهو يتكلم عن البر والإنفاق :"أبو حذيفة أخرج سيارته جديدة من المعرض وأعطاها الشباب في رحلة إلى أبها- رحلة يوجهها التكسير والوعورة وخشونة الرعاية. وما كنت أفهم كم تكون السيارة الجديدة غالية حتى اشتريت سيارة. رحمك الله.
رحم الله الشيخ فما كنت أزور المذنب إلا وأجد على أبواب المساجد جديد من المحاضرات والدروس.
ذات صيفية كنت أجلس معه في مكتبة المسجد وكلفني بمراجعة نسخة كتاب فقة العبادات للشيخ محمد العثيمين على أصولها من الأشرطة حيث كانت مفرغة من أشرطة فأبتدئت حتى المنتصف ثم توقفت وقلت للشيخ أنه لا أخطاء إلا من حيث التقديم والتأخير وبعض الأخطاء البسيطة فقال لي أكمل الكتاب وسوفت كعادتي حتى فاجئني سفر طويل منعني من المتابعة.
ما أطيب مجالسه ، رحمك الله ...
لا تفقده في مناشط الخير ، في الإمامة والخطابة والدروس والتعليم في المدارس النظامية - ثم مشرفا للتربية الإسلامية- ومعلما في دار القرآن النسائية وفي تحفيظ القرآن وفي الكتابة ومالا أعلمه كثير عنه ، فما هو بالرجل الذي يذكر عمله مع كثرة أعماله الدعوية.
ينشر الخير حيثما تنقلت به مراكب التعليم بين القرى والهجر.
وكنت عزفت عن الكتابة زمنا لضيق في الصدر وعجز القلم عن الكتابة عن مصاب كهذا ....
وكانت آخر مقالة نشرت له بعنوان صوم مودع  ، وكأن الشيخ يحس بدنو أجله لقد صام وودع..
وكلما مررت بمسجد وجد إعلانا عن درس أو محاضرة ؟؟؟ لم ينزعها الناس رغم مضي زمن على وفاته رحمه الله وربما تجد على بعضها تعليقا بخط اليد ،، ربما لأن الناس لايريدون الفراق!
مقال صوم ودع -  آخر مقال كتبه الشيخ لاحظ تعليقات الزوار 


سأكتب تدوينة لاحقة إن شاء الله 

** أعتذر عن الإنقطاع في التدوين حتى بعد رمضان..
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام



هناك تعليق واحد :

  1. غير معرفأكتوبر 06, 2008

    انا لله وانا اليه راجعون

    اسال الله ان يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته

    لقد كان فقده مصيبة عظيمة المت بمحافظة المذتب

    وسبحان الله كما هو شأن الاخفياء الاصفياء لا يعرفون الا بعد ممالتهم
    فاسال الله ان يرفع مقامه في عليين وان يخلفه في عقبه في الغابرين وان يجمعنا به في جنات النعيم

    ردحذف

وكن رجلاً إن أتوا بعده ،، يقولون مرَ وهذا الأثر