تدوينة سابقة بعنوان : سنكتب ماقدموا وآثارهم
29 رجب, 1428, 10:49:27 ص ياسر الشتوي
منذ أن أنزل الله ذريته على وجه البسيطة وهم يدبون وينسلون على ظهرها ، مختلفة مشاربهم وأهوائهم ، منهم الساعي للرغبات والأهواء ، ومنهم الساعي لله ، المصلح ما أفسده الناس .
يحملون بين جنوبهم رسالة سامية ومقاصد عالية ، ويجاهدون النفس والشيطان وأهواء الخلق ، قدوتهم أنبياء الله ورسله في أرضه ، حملوا من بعدهم الرسالة ، وورثوا العلم منهم ، فمستقل ومستكثر .
ومن فجر الرسالة المحمدية سعى هذا الصنف بحمل الرسالة ، إلى قومهم منذرين ، يدعونهم لإجابة داعي الله ، منهم الطفيل بن عامر و أبو ذر ومصعب إلى المدينة ومعاذ إلى اليمن .وبعد الخلافة ؛ نفر المسلمون لتبليغ رسالة ربهم لمن في جوارهم من الأمم ، منهم ابن مسعود في العراق وأبو الدرداء في الشام ، وغيرهم ، لا تعلمونهم الله يعلمهم .
وخلف هذا الجيل، جيل حمل المشعل من بعدهم، بالأندلس والمغرب و ما وراء النهر، عدول عصرهم وأهل الفضل فيهم ، ومضت سنة الله، يخلف الصالحون بعضا، يؤدون رسالة الله لخلقه، فمنهم الساعي بالأدغال ومنهم الضارب بالصحراء ومنهم الراكب البحر في السهل والحزن، لن يترهم الله أعمالهم.
من عرف منهم بين الخلق فتلك عاجل بشرى المؤمن، ومن جهله الناس فلن يجهله الله وأجره على الله. وبعد موتهم لهم الذكر الحسن والعاقبة الحميدة، ولن ينفع الناسُ أحدا ، سبقى معه عمله وحسب . لكن حقهم ذكر المناقب والسير وترك العثرات والتطاول. رحم الله أمواتهم وختم لحيهم بصالح الأعمال.
ولا فرق بين أبيض وأسود وشريف الذكر وخامله إلا بالتقوى ، ومن بطأ به عمله فلن يسرع به نسبه ، ولك هذا النموذج القريب عبد الله كويليام ليبين لك أن السبق بالصالحات والموفق من وفق لسبيله، وإن كان بعيدا عن دار الإسلام، والمخذول من ضل عن السبيل وإن كان بين المسلمين .
والسائرون على دربهم سيهديهم الله ويصلح بالهم، ويدخلهم الجنة عرفها لهم ، والعاقبة للمتقين
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
وكن رجلاً إن أتوا بعده ،، يقولون مرَ وهذا الأثر