بحث

الأربعاء، يوليو 09، 2014

نصائح في المحادثات العلمية

      كثير من الباحثين يواجه صعوبة في شرح عمله أو أبحاثه أو حتى تخصصه الدقيق. هذه الصعوبة تواجه الباحثين أحيانا حتى عندما يشرحون لشخص ذو تعليم عالٍ ولكن في مجال آخر. يزعم الأستاذ الدكتور ماكينزي في جامعة كوينزلاند أن آينشتاين قال إذا لم تستطع أن تشرح نظريتك لطفل في العاشرة فأنت لم تفهمها. مع أنني بالتأكيد لا أوافقه هذا الرأي.
     أفكار هذه التدوينة مأخوذة وملخصه من مقال بعنوان" ثلاث نصائح لمشاركة العلوم مع أي مستمع " لـ الإكساندرا براندسكوم [1] والتي تقول فيها أن العلماء يصممون ويصيغون التجربة العلمية في المعامل للحصول على دقة أعلى للنتائج. وكذلك المحادثات في العلوم؛ فصياغة الرسائل المركبة عن العلوم تأخذ وقتاً إذا رغبت بأفضل النتائج.
     النصيحة الاولى من النصائح الثلاث هي: ادرس الجمهور، فأحد الخطوات المهمة في جميع المحادثات هي أخذ خلفية المستمعين بعين الاعتبار. فما كل حديث يصلح لك مستمع، والناس تختلف في أولوياتها واهتماماتها. ويختلف المستمعون في مستواهم المعرفي. فالحديث مع طلاب المرحلة الإبتدائية يختلف عن طلاب الثانوية. فمثلاً إن رغبت بشرح عقود التحوط لمجلس فيه كبار السن من الذين لم يكملوا تعليمهم فتحتاج لأن تأخذ هذا المستوى المعرفي بعين الإعتبار.
    والثانية تبسيط الخطاب: فالرسالة تكون أوضح عندما تكون بأبسط العبارات. ربما تحتاج أن تكتب الرسالة التي تريد توصيلها ثم تبسطها. وتبسيط العلوم مهارة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض. أذكر أن مدرساً طلب منا أن نكتب موضوعاً علمياً موجها لعامة القراء. فما كانت الصعوبة إلا بتبسيط المصطلحات و ربما شرحها بطريقة قد تكون مخلة بالمعنى أحياناً. وكلما كانت الرسالة أبسط كان الأثر أوضح.
     أما الأخيرة فهي بناء السرد والحكاية لنتضمين المعلومات العلمية: فالعمليات العلمية إنما هي قصة مجمعة. فالمعلومات العلمية يمكن أن تحكى في أسلوب قصصي، مع أن كثير من المختصين تصعب عليه هذه المهارة. ولكن مع التمرين يمكن أتقان القص لإيصال الرسائل العلمية للمستمعين.
     هناك العديد من الأشكال السردية التي يمكن استخدمها في القصة لإيصال الرسالة منها:
     حكاية الرحلة: وهي القصة عن السفر. كأن يسافر المختص لمنطقة نائية ليدرس التلوث أو النجوم. فيستخدم حكاية هذه الرحلة ليضمن المفاهيم العلمية.
     حكاية الطلب: وهي حول البحث عن أجوبة كما يفعل جميع الباحثين. في قصة الطلب أو التنقيب، تأكد من تضمين المحاولات والنجاحات التي حصلت لك خلال عملية البحث.
     حكاية الغموض: فالغموض والعلوم بينهما تلازم طبيعي، فمثلا دراسة الجليد لكشف تاريخ الغلاف الجوي.
     تناول المواضيع العلمية المركبة وحكايتها بطريقة قابلة للتذكر لجمهور المستمعين تتطلب وقتا ودربة. والرسالة الأهم : أن الرسالة البسيطة المصاغة خصيصاً لمستمعيك سيكون لها أعظم التأثير.

- - - - - 
[1] Three tips for sharing science with any audience - The Plainspoken Scientist - AGU Blogosphere. (n.d.). Retrieved July 08, 2014, from http://blogs.agu.org/sciencecommunication/2014/06/23/three-tips-sharing-science-audience/


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

وكن رجلاً إن أتوا بعده ،، يقولون مرَ وهذا الأثر