بحث

السبت، نوفمبر 18، 2006

إقرأ ثم أكتب

يروي الشيخ علي الطنطاوي عن معدل قرائته في اليوم الواحد طوال العمر مايقارب مئة صفحة، وهذه حصيلة ضخمة، فلاعجب أن يتميز أسلوبه بالبيان والسلاسة، والأدب السامي الأصيل
ولم يكن الشيخ رحمه الله فريدا في هذا الشأن، ولكن هذا حال الكبار جميعا، فمن لايرتقي ويفيد نفسه بالقراءة الصحيحة فكيف يفيد غيره ويمتعه، ويكون حال القراء مع الكاتب الذي لايقرأ كمتطلب في الماء جذوة نار
والقراءة المستمرة مثمرة، ويعظم نفعها عندما تكون بمنهجية علمية، وأما أنا أسأل الله العافية فإني أقرأ مايعجبني بغير منهجية، وتلك طريقة خاطئة لا ينصح بها العارفون بهذا الشأن لكن نشكو إلى الله ضعف العزيمة، ولولا المشقة ساد الناس كلهم
والمهم أيضا لمن يريد أن يطور كتابته أن لايقرأ لأي مصنف، لأن هذه القراءة ضارة بذائقته، فإذا كنت تقرأ لكثير من كتاب الأعمدة الصحفية فلا تتوقع أن تكون أحسن منهم بيانا، لذلك أختر كتب القراءة بعناية تامة، وهذا في الغالب يتحقق بسؤال العارفين،
الإكثار من قراءة القرآن، والحديث النبوي، وتأمل الصياغة الأدبية، والتتشبيهات البلاغية، وحسن المحاجة، وبراعة الإستهلال وحسن الختام، يفيدك جداً في رقة ألفاظك، وسلاسة كتابتك، ألاترى إلى شعر العرب وكلامهم قبل الإسلام وبعده. تأمل ذلك
احفظ مايعجبك مما تقرأوليكن شعارك:" أكتب أحسن ماتسمع، وأحفظ أحسن ماتكتب
في نهاية هذه التدوينة؛ تذكر قول الشيخ لتلاميذه : "يقبح بكم أن تتعلموا منا ثم لاتترحموا علينا" أدع لمن أستفدت منهم أحياءاً وأمواتا
اللهم أرحم من علمنا وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

وكن رجلاً إن أتوا بعده ،، يقولون مرَ وهذا الأثر