بحث

الاثنين، ديسمبر 15، 2008

بين قبقاب الشاويش وكندرة منتظر الزايدي

قذف الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي يعمل في قناة البغدادية العراقية الرئيس الامريكي جورج بوش بفردتي حذائه وشتمه خلال المؤتمر الصحفي الذي كان يعقده مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد. وقد صرخ الصحفي شاتما الرئيس الأمريكي بالعربية: "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي ايها الكلب" ورماه بالحذاء الاول وعندما لم يصبه بالحذاء الاول لان بوش خفض رأسه بادره الزيدي بالحذاء الثاني وصرخ :"وهذه من الارامل والايتام والاشخاص الذين قتلتهم في العراق".
بوش والمالكي
وحاول المالكي صد الحذاء بيده لكنه لم يتمكن. وعلق بوش على الحادث ضاحكا: "كل ما أستطيع قوله انهما (الحذاءان) كانا مقاس عشرة".
وبثت القناة بيانا طالبت فيه الحكومة العراقية الحفاظ على حياة مراسلها، ودعت الصحفيين في انحاء العالم الى "التعبير عن تضامنهم من اجل الافراج عن الزيدي". بي بي سي العربية

منذ أن شاهدت الأخبار البارحة و المقطع الذي يبدو فيه حذاء منتظر الزايدي يعلو بوش بالحذاء تذكرت مقالا قراته عن الأحذية والقباقب التي يستحق أن تعلو الرؤوس وفيها ذكر العقاد والمازني وزهير الشاويش وأخذت أفكر طويلا أين مر بي هذا المقال ثم وتذكرت أن هذا المقال للمفكر الموسوعي الدكتور محمد الأحمري. وأخذت أبحث عن مدونته ثم أبحث عن المقال إذ أنني أجد الشبه واضح بين القصتين وقصة صاحبنا منتظر.
ولما وجدت المدونة أخذت أبحث في كل مقال على حده ونسيت نفسي إلى أن قرأت المدونة كلها وأنا أبحث عن ذلك المقال إذ أنني أبدأ بقراءة التدوينه وأجدني منشدا لإكمالها مع العلم أنني سبق وأن قرأتها لكن تقرأها من جديد كأن لم تقرأها من قبل.
ولعلي أدع الكاتب يرويها بقلمه مع بعض الإختصار:

" وكان في الجماعة فتى متحذلق يحسب أن حرية الفكر إنما تقاس بمقدار التطاول على المقدسات الموقرة، وعلى مقدساتنا نحن دون سائر العالمين.. ففاه بكلام هازل يشير إلى السيف وإلى الزوجات الكثيرات (شنشنة المستشرقين القديمة).. وما راعنا إلا المازني الوديع الساخر ينتفض غضباً كأنما لمسته لفحة من وقود مضطرم، وإلا حركة يوشك أن يتبعها عمل، وهو يقول تعقيباً على صيحتي في وجه ذلك الدعي المتحذلق. كلا كلا. إن هذا الهجر لا يثبت الحاجة إلى الضرب بالسيف في نشر الدعوات.. إنه ليثبت الحاجة إلى ما هو أصلح من ذلك لداء البذاءة والقحة: إنه الضرب بالحذاء توقيراً للسيف عن مثل هذا المقام.. [ثم يعقب العقاد يصف صديقه ومزاجه]: هذا المزاج الذي وفق هذا التوفيق العجيب بين الجد والقداسة، وبين السخرية واللامبالاة”، العقاد، حياة قلم، ص 180.
هذا هو العقاد بالرغم مما عيب عليه، ولكنه صاح به، أما المازني، فهو يرى علاج الوقحين مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس قتلهم بالسيوف فهو تكريم لهم، ولكن الضرب المهين بالأحذية، رفعاً لمقام السيف عنهم! هذا وكان العقاد والمازني يعدّان من الليبراليين في ذاك الزمان.
فأما هذا المتحذلق فربما نجا من حذاء المازني، ولكنَّ متحذلقاً آخر لم ينج؛ حدثني أحد الأشياخ من الشام، قال عاد إلى دمشق طالبٌ كان مبتعثاً إلى فرنسا، فاجتمع به زملاؤه وأصدقاؤه السابقون، وهم عدد كبير، منهم من أصبح فيما بعد: الشيخ زهير الشاويش، وكان زهير في أوج شبابه واندفاعه، قال وبدأ العائد من فرنسا يستعرض ما قذف في فمه ورأسه من نفايات أو قل اعتراضات على الإسلام ورسوله، فرد عليه بعض الجالسين واحداً وراء الآخر، ولكن الشاويش ترك الجميع وذهب إلى قرب الباب، وأخذ أكبر قبقاب [حذاء خشبي] وعاد به في ذهول من الجالسين وعلا به رأس المثقف “متحذلق دمشق” الجديد، ليخرج ثقافة فرنسا من رأسه، والمتفرجون بين مصدّق ومكذّب، والقبقاب يعلو ويطن في رأس المثقف، في حوار فكري غير مسبوق!! فهل نستغرب موقف مثقفينا معتدلين أو متطرفين وقد قهرهم الحمقى حتى وإن كانوا عقلاء رزناء، من أمثال العقاد والمازني والشاويش؟. وبالرغم من تشابه الموقف، فلا أظن الشاويش سمع عن حذاء المازني!!" أ.هـ.
ولا أظن منتظر سمع بصنيع زهير الشاويش.وللأحذية تاريخ مجيد يتوارثه الأكابر.
صحيح أن غيرة الشاويش والمازني للنبي صلى الله عليه وسلم لكنني أظن أن غيرة منتظر الزايدي لوطنه وذاته التي تجعل الظلم تحت قدميها وتهدي قُبَل الوداع أحذية (مقاس 44!! كما يقول بوش).
لا آسى لحال أحد غير منتظر الذي ينتظر أن يرى النور، لاتنسوه.

ولا تعجب فقد دخل منتظر مباشرة الموسوعة الحرة (ويكيبيديا)

مصادر الخبر:

هناك تعليقان (2) :

  1. غير معرفديسمبر 16, 2008

    قد أحسن صنعاّ هذا الصحفي ..
    وكم تمنيت ان يصيب هذين الحذائين وجه هذا الخنزير لتبصم على وجهه ..
    صحيح أن هذين الحذائين لن يغيرا شيئاَ لون يقدما شيئاً للقضية العراقية ولكن يكفي أن تكون تعبيراً للرأي واضحاً وجلياً للكل عن عدم رغبة العراقيين أجمع بطوافئهم المختلفة عن تواجد القوات الظالمة والمغتصبه قوات الجيش الأمريكي ..
    تدوينة رائعه أشكرك عليها

    ردحذف
  2. أخي مساعد أشكر مرورك الكريم

    ردحذف

وكن رجلاً إن أتوا بعده ،، يقولون مرَ وهذا الأثر